madaresahad.com
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى دينى شامل لكل الاعمار ما بين 3-20 سنة
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الجنازة الخطاء

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


المساهمات : 744
تاريخ التسجيل : 07/01/2008

الجنازة الخطاء Empty
مُساهمةموضوع: الجنازة الخطاء   الجنازة الخطاء I_icon_minitimeالسبت أغسطس 09, 2008 11:04 am



كنت مستهلكة تماما بسبب خسارتى ، حتى أننى لم الحظ مدى خشونة الديسك الذى جلست عليه . فقد كنت أحضر جنازة أعز صديقاتى ... أمى . التى كانت أخيراً قد خسرت معركتها الطويلة ضد السرطان . كانت فجيعتى شديدة حتى أننى كنت أجد صعوبة فى التنفس أحياناً . فقد كانت أمى دائما مساندة لى ، تصفق بحرارة فى مبارياتى المدرسية ، تقدم المناديل لى وهى تصغى لأول كسرة لقلبى ، تعزينى عند انتقال والدى ، تشجعنى فى دراستى الجامعية ، وتصلى لأجلى طيلة حياتى .

عندما شخص مرض والدتى ، كانت أختى قد ولدت طفلا ، وكان أخى قد تزوج حديثا من حبيبته منذ الطفوله ، وهكذا صار على انا الأبنة الوسطى ذات ال 27 عاما والتى ليس هناك ما يشغلها ، أن أعتنى بوالدتى . وقد أعتبرت ذلك شرفاً كبيراً لى .

فتسألت وأنا جالسة فى الكنيسة قائلة " ما هو موقفى الآن يارب ، بينما بدت حياتى كهاوية فارغة أمام عينىّ " . كان أخى يجلس رصينا موجها وجهه تجاه الصليب بينما يده تتشابك مع يد زوجته الجالسة الى جواره . بيما أختى كانت تسند رأسها على كتف زوجها ، الذى أحاطها بذراعيه وهى تهدهد ابنهما . ولأن الجميع كانوا غارقين فى الحزن ، لم يلحظ أحد أننى أجلس وحيدة . أنا مكانى كان من المفروض ان يكون مع والدتنا ، أجهز لها الطعام ، وأصحبها للطبيب ، أعطيها الأدوية ، ونقرأ سويا الكتاب المقدس . ولكنها هى الآن أصبحت مع الرب ،وهكذا انتهى عملى وصرت وحيدة .

وعندها سمعت صوت فتح وغلق باب فى مؤخرة الكنيسة .ثم تلى ذلك صوت خطوات متعجلة فوق الأرض المغطاة بالسجاد لرجل صغير السن ، الذى نظر متجهما للحظات ثم جلس الى جوارى . طوى يديه ووضعهما فى حجره ، بينما عيناه امتلأتا بالدموع ، وراح شاهقا يقول موضحا أنه قد تأخر ، بينما الموقف كان لا يحتاج إيضاحاً .

وبعد عدة كلمات تأبينا لأمى ، انحنى للأمام وقال " لماذا جميعهم يصرون دعوة مارى باسم مارجريت ؟ " . فهمست قائلة لأن أسمها مارجريت . وليس مارى ، فلا أحد يدعوها مارى على الإطلاق . وعندها تساءلت ...لماذا لم يجلس هذا الشخص فى الجانب الآخر من الكنيسة ؟. فهو يقاطع حزنى بدموعه وتململه . وترى من هو هذا الغريب اصلاً ؟ .
وإذا به يهمس باصرار بينما حملق فينا كثير من الحاضرين " لا هذا ليس صحيحاً ، اسمها مارى ، ماري بيتر " .
فقلت له " هذا ليس صحيحا ، من هى التى تقول عنها ؟ ".
فقال " او ليست هذه هى الكنيسة اللوثرية ؟ ".
فقلت " لا الكنيسة اللوثرية فى الناحية الأخرى من الشارع ".
فقال " اوه " .
فقلت " أنا أعتقد أنك سيدى فى الجنازة الخطأ ".

وهنا اختلط داخلى مهابة الموقف مع ادراكى بخطأ الرجل فأخرج منى ضحكاً ، فأسرعت لأغطى وجهى بكلتا يداى ، آملة أن يظنها الآخرين أنها نحيب . ولكن صرير الديسك الجالسة عليه خذلنى . وجعلت النظرات الحادة للمشيعين الآخرين الموقف أكثر سخرية . فاختلست نظرة خاطفة للرجل المذهول الذى اخطأ الجنازة فوجدته هو الآخر يضحك ، وبينما راح يحملق حوله قرر أن الوقت قد فات لخروجه الذى أصبح لا معنى له .

وتخيلت أن والدتى تضحك ، وبعد آمين الختامية فى الخدمة اندفعنا خارجين من الباب . وفى مكان انتتظار السيارات قال لى مبتسما " أعتقد أننا سنصير حديث المدينة " . واضاف أن اسمه ريك وحيث أنه لن يلحق بجنازة عمته ، استأذننى فى تناول فنجان قهوة معى بعد الظهر، وقد بدأ هذا الموعد رحلة بطول العمر لى مع هذا الرجل الذى أخطأ فحضر الجنازة الخطأ ، ولكنه كان فى المكان الصحيح تماماً .

فبعد عام واحد من هذا اللقاء تزوجنا أنا وهو فى كنيسة ريفية حيث كان هو الراعى المساعد . وفى هذه المناسبة حضر كلانا نحن الاثنين الى نفس الكنيسة فى الوقت الصحيح .

فى وقت حزنى أعطانى الله ضحكاً وعند وحدتى وهبنى المحبة.
ففى يونية الماضى ( عند كتابة هذه الشهادة ) احتفلنا بعيد زواجنا الثانى والعشرين ، وحين يسألنا أى شخص عن كيفية التقاءنا ؟ ، يجيبهم رك قائلاً " والدتها .... وعمتى قدمانا لبعض ، وفى الحقيقة جمعنا معا تم فى السماء ."

نعم أنا أحب الله . هو سر وجودى وخلاصى . هو يحفظنى يومياً عاملة . وبدونه أنا لا أصبح شيئا ، ولا أقدر أن أعمل شيئاً ولكننى أستطيع كل شئ فى المسيح الذى يقوينى ( فيليبى 4 : 13 ) .



و يكون اني قبلما يدعون انا اجيب و فيما هم يتكلمون بعد انا اسمع (اش 65 : 24)
و نحن نعلم ان كل الاشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله الذين هم مدعوون حسب قصده (رو 8 : 28)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://madaresahad.yoo7.com
 
الجنازة الخطاء
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
madaresahad.com :: الكتاب بيقول .... :: التأملات-
انتقل الى: